والكبر داء عظيم، ومرض خطير، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )، ويقول صلى الله عليه وسلم: ( يحشر المتكبرون يوم القيامة كأمثال الذر يطؤهم الناس بأقدامهم ) ، مع أن المتكبرين في الدنيا تجد الواحد منهم يمشي ويظن أنه شامخ بين الناس، وهو مثل الناس، لكن هكذا يظن أنه يمكن أن يخرق الأرض، أو أن يبلغ الجبال طولاً، فيعامل يوم القيامة بنقيض قصده الخبيث، وعكس هذا المرض الذي ما أصاب أمة أو فرداً إلا أهلكه الله عز وجل به؛ لأنه نازع الله عز وجل إزاره ورداءه، فهؤلاء الذين يكونون في هذه الحالة يبعثون يوم القيامة كأمثال الذر.
إن الناس يبعثون يوم القيامة على خلقة أبيهم آدم كما جاء في الحديث، طولهم ستون ذراعاً، إلا المتكبرين في الدنيا: المتكبرين بملكهم، وبمناصبهم، وبأموالهم، وبشهاداتهم، وبألوانهم، وبأعراقهم، وبأنسابهم.. وبأي شيء، فإنهم يبعثون ويحشرون مثل الذر، فالناس يسألون: أين فلان؟ وأين فلان؟ وإذا بهم مثل الذر يطؤهم الناس بالأقدام؛ لأنهم لا يكادون يُرون أصلاً؛ عقوبة وزجراً لهم قبل الحساب، نسأل الله العفو والعافية.